التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أسرار طاقة الجذب : رسم حياتنا من طريقة تفكيرنا

أسرار طاقة الجذب

أسرار طاقة الجذب : رسم حياتنا من طريقة تفكيرنا :

كل انسان منا يرغب بالنجاح والتميز والسعادة والغنى والمال والمنصب ويحلم بأشياء كثيرة في حياته ، وبنفس الوقت يخاف من المجهول ومن مصائب الدهر ومماتخفيه له الأيام.. 

والسؤال هنا : هل يجب إطلاق العنان لأفكارنا ونجعلها تسيطر علينا ، أم حتى أفكارنا وإحساسنا يجب السيطرة عليها ووضعها ضمن دائرة محكمة لنتولى قيادتها .

في الحقيقة أن هذا الموضوع مهم جداً وهو الأمر الذي يرسم لنا حياتنا بالكامل ، فنحن دائماً نتاج أفكارنا وأحلامنا ..

وهذا بالظبط مايسمى بقانون الجذب الذي كثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة ، ولأهمية هذا الموضوع أردت التبحر فيه وبتفاصيله من المنظور العام ومن المنظور الإسلامي .


تعريف قانون الجذب:

قانون الجذب هو واحد من أسرار الحياة التي يدركها عددٌ قليلٌ جداً من الناس، ويمكن القول أنّ قانون الجذب يُعبّر عن عمل الإنسان كمغناطيس يجذب كل ما يريد ويفكّر به نحوه؛ حيثُ يسترسل في أفكاره وعواطفه ليجذب ما يفكر به، والجدير بالذكر أنّه من السهل على الفرد أن يترك أفكاره وعواطفه دون رقابة؛ إلّا أنّ ذلك من شأنه أن يولّد الكثير من الأفكار الخاطئة والمشاعر السلبية في بعض الأحيان والتي تجذب أموراً غير مرغوب فيها له، وببساطة يمكن القول أنّ قانون الجذب هو قدرة المرء على جذب كل ما يركّز عليه في أفكاره نحوه، وبغضّ النظر عن عمره أو جنسه أو اعتقاداته


قانون الجذب من المنظور الإسلامي


قانون الجذب من المنظور الإسلامي:

وموقف المسلمين تجاه قانون الجذب هو أنهم يؤمنون بأن قدر الله فوق نظرية التفكير الإيجابي، وأن الله هو من يقدر حياة الإنسان وليس الكون أو مجرد القوى الخفية، ويؤمنون بأن القدر يستلزم موضوعي التفاؤل والعمل، ويبقى في النهاية أن النتيجة بقدر الله ومشيئته وليس أن مجرد التفكير العميق يجذب بذاته ما يفكر فيه الإنسان استقلالا عن تقدير الله. ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي, فليظن بي ما شاء)، وفي القرآن الكريم (وما تشاءون إلا أن يشاء الله [الإنسان:30]) وفي السيرة النبوية كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن. ومن هنا كانت النظرة الإسلامية هي أسلمة هذا القانون والنظر إليه من منظور الظن. ولدينا أمثلة عدة من النماذج الإسلامية يتقدمها صاحب الأسوة الحسنة صلى الله عليه وسلم حين كان يقلب بصره في السماء يرجو من ربه أن يجعل قبلته في الصلاة شطر المسجد الحرام قبلة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام. ويتردد صدى دعواته ويحمل الأثير نداءه لتتجاوب معها أطباق السماء وينزل الوحي من الله "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ..".


لا يمنحك قانون الجذب إلا ما تفكر بشأنه. ألم يحدث يومًا أنك كنت تشتاق لرؤية صديق قديم فرأيته، أو اتصل بك أو بلغتك عنه أخبار؟ ألم يحدث أن خطر ببالك أمر ما فوجدته ماثلاً بين يديك؟ ألم تشتاق لشيء فأتاك. إن ما تفكر فيه الآن هو ما يشكل حياتك المستقبلة إنك تصوغ حياتك بأفكارك، لكن ذلك لا يخرجك عن قدر الله ولا عن علم الله ولا عما هو مسطور في اللوح المحفوظ. فذلك كله أخذ بالأسباب "وأن ليس للإنسان إلا ماسعى". إنك وأنت تشكل حياتك أشبه بالزارع يبذر البذور ثم يجنيها ثمارًا. إن أفكارك هي البذور، وما تحقق منها هو الثمار/ فأحسن الغرس تجنى يانع الثمر. 

وأيضاً من المهم أن ندرك أن قانون الجذب لا يعمل مع أدوات النفي : "لا" او "لم " او "ليس". كأن نقول لا أريد أن أتأخر ، فالمخ يفهما أريد أن أتأخر 

وايضاً قانون الجذب يجب أن يقترن بالعمل و السعي وليس الاكتفاء بأحلام اليقظة كقصة الأرنب والسلحفاة الذي اكتفى بغروره عن مواصلة عمله

. وينص هذا القانون على أن الشبيه يجذب شبيهه. ألسنا نقول "الطيور على أشكالها تقع"؟ ألست تستريح لهذا ولا تستريح لذاك؟ ألم يطلب العالم من الذي قتل مائة نفس أن يترك بلده فهي بلد سوء ويذهب إلى بلدة كذا ففيها رجال صالحون؟ ألم يؤكد لنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة بقوله: "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" ولذا كان التوجيه الرباني "الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطييبين والطيبون للطيبات". فأفكارك هي التي تقودك إما إلى جهة اليمين واليمن وإما إلى جهة اليسار والعسر. فأنت تجذب الأفكار الشبيهة وتجذب العوامل المعينة وتجذب القرناء المعاونين و.... أي إنك تجعل من أفكارك تخطيطًا لمستقبلك، بَعُد هذا المستقبل أو قرب .

ورغم أن لاأحد يحب أن يعيش تعيساً في الحياة ، إلا أننا نرى التعساء والأشقياء يملؤن انحاء الأرض بشكواهم وتذمرهم وينغصون علينا حياتنا بما يبثوه في نفوسنا من طاقة سلبية 

فهؤلاء هم من نسجوا بآلامهم خيوط الفشل وسجنوا أنفسهم خلفها ..وتستحضرنا قصة الخنساء التي ظلت ترثي أخاها صخراً وعشعش الحزن داخلها حتى ابتليت باستشهاد أولادها الأربعة بمعركة واحدة .رغم أنها مثال للتجلد والصبر والإيمان بقضاء الله في ظل الإسلام

فمن فتح للحزن بابًا انهمر عليه كالمطر الغزير ومن فتح للحبور بابًا طاف به كالنسيم العليل. وتحضرنا هنا وصية جليلة لرسولنا الجليل صلى الله عليه وسلم: "ما تمارض إنسان إلا مرض" إذا ادعيت المرض لتهرب من أداء عمل أو واجب، فإن فكرة المرض هذه تتردد في الكون حولك لتجلب لك أسباب المرض فتمرض حقًا. فراقب أفكارك جيدًا فإنها ولا شك تشكل حياتك أنت. فإذا أردت أن تستبدل بالمشاعر السلبية مشاعر إيجابية فالأمر في غاية البساطة واليسر، اخرج من حالة الحزن أو الشعور باليأس أو الفشل أو الإحباط إلى حالة السرور والسعادة والرضا والتفاؤل وستجد أنك قد انتقلت من النقيض إلى النقيض. وهذا هو التفاؤل الحسن الذي أشار إليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله "تفاءلوا بالخير تجدوه". فما عليك إلا أن تظن خيرًا وستجده بإذن الله بين يديك وطوع بنانك. فأنت تجذب ما تفكر فيه أغلب الوقت، تمامًا مثل الأحلام، ما تحلم به وأنت نائم ليلاً هو ما فكرت فيه أو انشغلت به أثناء ساعات النهار. 


ومن أقوى طاقات الجذب هي الحب :

الحب الذي لا يكتمل إيماننا إلا به ، أن نحب الخير للجميع كما نحبه لأنفسنا..والشعور بالحب هو أعلى تردد يمكنك أن تبثه

وكلما زاد ماتشعر به و ماتبثه من حب زاد مقدار ماتمتلكه من قوة وطاقة 

إن مفاتيح حياتنا وسعادتنا وأحلامنا بأيدينا نحن ننسجها بطريقة تفكيرنا ، والناس ترانا كما نرى أنفسنا ..

تعليقات

  1. موضوع شيق للغايه يا كاتبتنا الراقيه .. فى البدايه كدا ، لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس ، ولا يوجد شيء اسمه مستحيل فكل شيء يتحقق بالجد والمثابرة والالتزام
    وأول شىء ان نكتشف كنوزنا التى بداخلنا ونفجر قدراتنا اللامحدوده .. ففى داخل كل إنسان كنز اعطاه الله له فهنيأ لنا إذا اكتشفناه ، فسترتفع درجاتنا وننول ما نصبوا اليه .. ولكن هناك أناس للاسف يدفن معهم كنزهم عندما يموتون ولا يعرفون ماهو لتركيزهم فقط على الشكوى واللوم والعتاب والمقارنه مع الاخرين .. فلايظن أحد أن الله أعطى أحد كنزا واخرين لا ولكن كل واحد له كنز مختلف عن الاخر
    ولكن أهم شىء هو أن لا نيأس ا من تحقيق اهدافنا بل علينا أن نصبر ونصابر ونعمل ونلتزم وننضبط ولا نخف ، ان الله يحب المتوكلين ، وعلينا فقط أن نقرر ان ننجح وسننجح ونردد اننا سننجح فننجح باذن الله وذلك تحقيقا لقانون الجذب بان اى فكرة تفكر بها ستحدث
    وهنا أقول .. إذا يئست من تحقيق هدفك فاعلم انك قريب منه ، فعليك ان تستريح قليلا وفكر فى اي شيء آخر وستنجح فى تحقيق ماتريده .. فكثير من حالات الفشل فى هذه الحياة أن الناس لم يعلموا أنهم قريبون جدا من تحقيق اهدافهم حين قررو ان يستسلموا
    اذا علينا أن نعمل الصح ولا نيأس وان نجعل تفاؤلنا عنواننا مهما حدث
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تفاءلوا بالخير تجدوا ) انه قانون لا يميل ولايزيغ
    ولذالك فكلما أتت إلينا فكره سلبيه لابد ان نقول لأنفسنا انا هعمل الصح .. وان نستفيد من ماضينا ونجعله كنزا لمستقبلنا وحاضرنا فأعمارنا لحظه و لسنا ضامنين ان نعيش لحظه بعدها ولا نملك ماقبلها ، ولكن الذي نملكه هو اللحظة التى نعيشها الآن ، نعيشها بالأمل والصبر والكفاح وان نقدر قيمه الحياة .. وان نقدر ونتقن التعامل بحب .. دام غيث أفكارك أختى وصديقتى الغاليه

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تسمو بروحك إلى العلياء

كيف تسمو بروحك إلى العلياء لكي تسمو بروحك للعلياء عليك أن تعلم أين تجد نفسك .... أجد نفسي في مواطن بسيطة وكثيرة ، لكنها شبيهة بي ، فيها شيء مني ومن روحي ..  أجدها عندما أسير تحت المطر وأستنشق رائحة التراب التي هي عندي أجمل من عطور الدنيا ، وهذا المطر يغسل روحي ويسمو بها ويسقي عروقي كما يسقي عروق الأرض ... أجدها عندما أتأمل بذوغ الفجر وعناق خيوط الشمس مع خيوط الظلام حتى تتلاشى وتذوب به... أجدها عندما أصغي بالليل للنجوم وهي تحاكي هموم البشر ..... أجدها عندما أستمع لعزف النسيم وهو يداعب أوراق الشجر ويمتزج بصوت تغريد الطيور في أعظم سيمفونية تعزفها الطبيعة بألحان ربانية ... أجدها عندما اتلمس الجمال اللامتناهي في جميع خلق الله وآياته الكونية ... مروري بمحاذاة شجرة مورقة مخضرة يغريني جداً ، يستهويني جمالها و وقوفها في شموخ واعتداد ، فأستمد منها كل القوة وأغدو أكثر صلابة واتزان .. جدد عزيمتك لتظل شامخاً ..    كذلك تستهويني لفتة شاب يافع وهو يأخذ بيد عجوز ثم يفسح له المكان ليجلس أو يحمل عنه أغراضه ، ويظل يرقبه مستلذاً طعم الفضيلة .. كم نحن بحاجتها .  أجدها في المكان الذي ألف...

هل نحن بخير؟

 السؤال الدائم والأساسي في حياتنا: كيف حالك ؟ هل أنت بخير ؟ هذا السؤال نسأله كثيراً لغيرنا و يسألنا كل من يرانا نفس السؤال ، وربما نسأله لأنفسنا مراراً وتكراراً هل نحن بخير ؟ و تكون الإجابة دائماً مختصرة ..الحمدلله أنا بخير ، ونمضي  ولكن البعض لا تعجبه الإجابة ، هو يريد تفصيلاً أعمق عن حالك ، ربما لم يقتنع أنك فعلاً بخير ، وعندها سوف يتفنن بتغيير نمط السؤال ليحصل منك على تفاصيل تشرح له حالك الحقيقي الذي إجابتك المختصرة لم تقنع من خلالها السائل .  ما السبب وراء الإصرار على معرفة كيف حالك ..ولماذا البعض لايقتنعون أنك بخير ويريدون معرفة المزيد ؟ السبب : أن البعض ممن نحبهم ويحبوننا يمنعه شيءٌ ما داخله أن يطمئن كل الاطمئنان لتلك الإجابة القصيرة المباشرة " نعم أنا بخير " ، شيءٌ ما خفيٌّ داخله يحدثه أن محدّثه ليس على ما يرام ، ربما المجيب يكون بخيرٍ جزئيّ يرضاه ، لكنه لا يُرضي طموح السائل ، فيلحُّ بالسؤال كثيرا ، ويُبدع في تغيير نمط إلقاء الأسئلة مستخدما كل الحيل المتاحة حتى يطمئن تماما إلى حال من يسأله . الأرواح و المشاعر لا تعرف القيود ، وبالرغم من تطور الانسان بكل المجالات و ...