معلومات عن تفسير الأحلام ..كيف أصبح هذا الموضوع في زمن الأنترنت:
أردت في هذا المقال أن أتحدث عن موضوع مهم جداً ويهم الجميع ..وهو: الأحلام أو المنامات ..وطالما شغلني هذا الموضوع منذ زمن..فأكثر من أصادفهم يومياً يقولون لي :حلمت بكذا وكذا .مارأيك وما تفسير هذا الحلم .أرى أحدهم مستبشراً بما حلم وآخر يشعر بالقلق .وكأن هذا الحلم هو عنوان ليومه .وأصبحت رواية الحلم وتفسيره كمن يقرأ الأبراج ً...وانتشرت على مواقع الأنترنت صفحات كثيرة لتفسير الأحلام. وأصبح هذا الموضوع عرضة للاستغلال والمتاجرة كموضوع السحر والجن والأبراج وغيرها .ولذلك أردت أن أبحر وأخوض في تفاصيل.وزوايا هذا الموضوع
ماهي آلية حدوث الأحلام .وهل لها أنواع .هل لها علاقة بعالم الغيب..سأجيب عن ذلك من المنظور النفسي العلمي ومن المنظور الإسلامي
عادة النفس البشرية أنّها تتوق وتتطلّع لمعرفة ما سيحصل لها في المستقبل من أحداث وأحوال، إلّا أنّ الله سبحانه وتعالى قد استأثر بعلم الغيب لنفسه سبحانه، فلا يعلم ما يحصل في أيام المستقبل ولياليه إلّا هو، قال تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ)،[١] مع ذلك فقد حاول الكثير من الناس الوصول إلى علم الغيب عن طريق السحر، والكهّان، والعرّافين، والمنجّمين، وما يتعلّق بالأبراج ونحوها، ممّا أدى بهم إلى الضلال بما أقدموا عليهم من أمور محرمة،
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (من أَتَى عَرَّافًا أو كاهنًا فصَدَّقه بما يقولُ، فقد كَفَر بما أُنْزِلَ على مُحَمَّدٍ)،[٢] وقد خصّ الله سبحانه وتعالى أهلَ الإيمان بما يبشّرهم بالخير وينذرهم من الشرّ القادم، وذلك من خلال الرؤى الصادقة، فما يبشَّر به المؤمن بعد أعماله الصالحة، الرؤيا الصالحة التي يراها هو بنفسه أو يراها غيره له، وقد أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: (لم يَبْقَ من النُّبُوَّةِ إلا المُبَشِّراتُ، قالوا: وما المُبَشِّراتُ؟ قال: الرؤيا الصالحةُ).[٣][٤]
الفرق بين الحلم والرؤيا:
معنى الحُلم
الحلم في اللغة اسم، وجمعه أحلام، وهو: ما يراه النائم في نومه، وأضغاث الأحلام: ما كان منها ملتبساً مضطرباً يصعب على المؤوّل تأويله، وأرض الأحلام: مكان مثاليّ وخياليّ، يقال: ذهَبت أحلامُه أدراجَ الرِّياح؛ أي: فشل في تحقيق شيء منها، ويُعرّف حُلْم اليقظة في علم النفس بأنه: (تأمُّل خياليّ واسترسال في رُؤى أثناء اليقظة، يعدّ وسيلة نفسيّة لتحقيق الأمانيّ والرَّغبات غير المُشْبَعة وكأنَّها قد تحقَّقت).[٣]
معنى الرؤيا
الرُؤيا في اللغة اسم، وجمعها: رُؤى، ومصدرها؛ رأى، وهي: مايراه الشخص أثناء نومه، وتُعرّف الرُّؤيا الصَّادقة بأنها: أول طريق لكشف ما في الغيب، وقد بدأ الرّسول محمد صلّى الله عليه وسلم نبوَّته بالرّؤيا الصادقة، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالحَقِّ).[٤][٥]
حقيقة المنامات من المنظور الإسلامي:
المنامات ليست كلها منامات صدق وحق، فمنها ما يكون من قبيل أحاديث النفس التي تكون في اليقظة، ومنها ما يكون أضغاث أحلام، ومنها رؤى حق وصدق يستأنس بها المؤمن سواء كان فيها بشارة خير أو نصيحة أو نذارة أو إشارة لأمر ما. وكلما كان الإنسان في حياته وتعامله أكثر صدقاً والتزاما بالدين كانت رؤاه صادقة، فالرؤيا انطباع لحالة الإنسان.
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس " [أخرجه مسلم].
أما الحجة الشرعية في الأحكام والتكليفات فلا يثبت ذلك بالمنامات لغير الأنبياء خاصة فيما خالف أحكام الشرع فلا يلتفت إلى ذلك ولا يعمل به.
أما السؤال عن الرؤيا وأنها جزء من علم الغيب فلذلك تفسيرات عديدة ذكرها شراح الحديث ولا يتعارض ذلك مع ما ورد في سورة الجن، فقد روى عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة» [أخرجه مسلم].
فالرؤيا بالنسبة للبشر العاديين هي من علم الغيب الظني وليس القطعي ..وربما هي إشارات فيها بشائر أو تحذير يوحيها الله لنا فيما يخص المستقبل .وتقوى تلك الاشارات كلما صفت روح الانسان وكان قريباً من ربه والله أعلم
المنامات من المنظور النفسي والعلمي:
ما زال العلم إلى اليوم يكتشف يومياً حقائق جديدةً مرتبطةً مع الأحلام أو يصل إلى معلوماتٍ جديدةٍ تفنِّد الحقائق القديمة التي كان يظن بها، ومن هذه الحقائق: ينسى الإنسان ٥٠٪ من الحلم بعد أول خمسة دقائق من الاستيقاظ، وبعد مرور خمسة دقائق أخرى فإنه ينسى ٩٠٪ من الحلم، لذلك قد نلاحظ أننا أول ما نستيقظ من النوم نتذكر بعض الأجزاء من الحلم ثم ما نلبث أن ننسى ما تذكرناه.
عندما يحلم الإنسان بوجوهٍ وأشخاصٍ يظن أنه لا يعرفهم فإنه في الواقع يكون قد رآهم فعلياً ولكنه لا يتذكرهم، فالأحلام تحتوي على أشياء مرت على الشخص نفسه في مرحلةٍ من المراحل.
يمكن للإنسان التحكم بأحلامه، وخاصةً مَن يعانون من الكوابيس بشكلٍ كبيرٍ، ويتم ذلك من خلال محادثة الشخص لنفسه قبل النوم بأنّ له القدرة على التخلص من هذه الأحلام وبذلك يُقنع العقل الباطن.
يُصاب الشخص الذي يحلم بحالة من الشلل المؤقت لجسمه أثناء الحلم. تستخدِمُ الأحلام الرموز في الدلالة على الأشياء، لذلك فقد يكون الحلم مُبهَماً أو غامضاً، لأنّ الصور الظاهرة لا تدل في حقيقة الأمر على المضمون نفسه.
يحلم بعض الأشخاص (أي ما يعادل ١٥٪ ) باللونين الأسود والأبيض، بينما يحلم البقية بالألوان. يحلم الشخص خلال الليلة بالكثير من الأحلام، ولكنه لا يتذكر سوى آخر حلمٍ حلمه
. يؤثر الحلم على حالة الشخص عند استيقاظه، فكثيراً من الأحيان قد يحلم الشخص بأنه يأكل أو يشرب وعندما يستيقظ فإنه يشعر بالجوع. قد تكون الأحلام عبارة عن استحابةٍ للحاجات الفسيولوجية التي يطلبها الجسم، أو نتيجة تنبيهٍ لخلايا الدماغ،
كما أنّ الجسم يعتبرها الطريق للتنفيس عن الرغبة في الأشياء الممنوعة فمثلاً من كان ممنوعاً من تناول اللحوم فإنه يحلم تكراراً بأنه يتناول اللحم بكمياتٍ كبيرةٍ، أو قد تحدث الأحلام من الذكريات المخزنة في الذاكرة الرئيسية.
يعاني فاقدو البصر أيضاً من الأحلام شأنهم شأن الأسوياء المبصرين.
قد تشير بعض الأحلام إلى أفكارٍ وإبداعات يستغلها الشخص في الابتكار واختراع الأشياء مثل غراهام بل الذي تلقى بعض الإلهام في اختراعاته فكان يسرِع في تسجيل ما يتذكره من أحلامه فور استيقاظه من النوم.
صح جدا جدا ،حقيقى أحييكى على المقال الاكثر من رائع .. تمنياتى ليكى بمزيد من التقدم 🌹🌹🌹
ردحذفأشكرك أخي الكريم .أنرت بحضورك .تحياتي لك
حذف