النية مفتاح لكل شيء :النية هي العنوان الكامل للحياة:
منذ زمن بعيد .منذ نعومة أظفاري استوقفني حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات) ولم أكن وقتها بوارد البحث عن دقة معانيه .وربما هذا الحديث الشريف من أكثر الأحاديث تداولأ وحفظاً بين الناس.وهو الحديث الذي يعاد تدريسه في أغلب دروسمادة التربية الإسلامية فذ كل مراحل التعليم
لكن لم الاهتمام بهذا الحديث بالضبط؟هل لأنه حديث قصير يسهل حفظه في ذاكرتنا؟أم أن الإنسان كلما تخلف عن أداء عمل ما قال: المهم أني نويت فعله فقد قال رسولنا “إنما الأعمال بالنيات”!؟أم أن هناك ما هو أعظم من هذا المستوى الأول من الفهم؟
هنا في هذه المقالة أردت التحدث عن موضوع في غاية الأهمية بحياتنا وهو عنوان لكل عمل نقوم به وخاصة أنه من كلام سيد البشرية محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.لذلك السعي لبلوغ مستويات عالية من الفهم في موضوع النية من حقي أنا وانت
القسم الأول من الحديث: "إنما الأعمال بالنيات".
ما تعريف النية ؟ متى تكون النية ؟
تضمن هذا الجزء ما تُربط به النية و هو العمل بصيغة الجمع. أي ليس هنالك عمل مخصص لنية واحدة أو نية معينة خاصة بعمل محدد. يعني بإمكان عمل واحد أن يتضمن نوايا كثيرة.
مثلا: الدراسة يمكن أن ترتبط بنية العلم و نية النجاح و نية الغنى…
كما أن نية واحدة يمكن أن تدخل ضمن أعمال كثيرة، مثلا: نية العلم قد ترتبط بالدراسة؛ بالعمل؛ بالوظيفة؛ بالسفر…
اهم جزء في هذا الحديث بدأ بحرف شرط ‘إنَّ’ و أنت تعلم أن معنى الجملة الشرطية هو: أنه لا يستقيم شيء ما دون الآخر. وبالعودة للحديث نجد أن الشيء الأول هو –العمل– والشيء الآخر هو –النية-. أي أنه لا عمل بدون نية. لماذا في نظرك اشترط في العمل النية؟
كيف تكون النية في الأعمال:وكيف نستحضرها:
مثلا أنت الآن تريد الدراسة. نفترض أن الدراسة هي -العمل- وبدأت فعلا دراستك. بعد أسابيع أو شهور تكتشف أن أغلب زملائك ليسوا كما تريد. أغلبهم لا يهتم بدراسته؛ وأساتذتك غير متفهمين لشخصيتك الباحثة عن تعلم المزيد. وقد تضطر للخروج من الفصل و حينا قد تتعرض للطرد لاستفساراتك الكثيرة. و غالبا ما تتشاجر مع زميلك في المقعد لأنه ينعتك بالمتكبر والأناني، لرفضك مشاركته أجوبة الإمتحان. كل يوم يمضي وأنت تزداد تعبا من الدراسة، و النوم العميق صار نادرا لديك لأنك تريد أن تستعد للاختبارات طيلة الليل بشكل جيد و تحصل على نقطة جيدة.
– انتبه جيدا تعبك؛ جهدك؛ سهرك… قد يكون نتيجة لتَشبُّع اللاوعي لديك بعبارة: “من أراد العلا سهر الليالي”، طيب ليييش أسهر الليالي!؟ اليوم فيه 24 ساعة! نتحدث عن هذا لاحقا.
غَلَب العالِمُ العابِدَ بفَنِّ النية
النوايا المميزة قد تتحقق بالعلم بقوانينها وليس بالعبادة
و هذا ما حصل بالفعل. في نهاية الفصل حصلت على نقطة جيدة و أنهيت -العمل- الذي بدأته وهو الدراسة. لكنك تكتشف أنك الوحيد الذي فرح لتفوقك. لم تنجح في في تكوين صداقات، و لم تنجح في الحفاظ على علاقة مستمرة مع أساتذتك، و لم تنجح في الحفاظ على صحتك. فأنت الآن بالكاد تستطيع الوقوف على قدميك… لماذا كل هذا؟
الجواب بسيط: لأنك لم تربط دراستك بنية الاستمتاع. لم تكن نيتك أن تدرس باستمتاع، قد تجد هذه الإجابة غريبة غرابة المثال أعلاه. لكنه الظن الأقرب للحق، إن كنت ربطت عملك أي أن تدرس وأنت مستمتع لما مررت بكل تلك اللحظات المتعبة جسديا و نفسيا.
و لكني نجحت في النهاية. بعد ماذا؟!
نعم، النجاح قد يكون نيتك الأولى و قد حققتها… بعد صعوبة للأسف.
لهذا الحديث بدأ بحرف الشرط ‘إنَّ’ و جاءت النية و العمل بصيغة الجمع. فقد كان بالإمكان أن تريد الدراسة و تنوي فيها النجاح و الاستمتاع معا.
إربط كل عمل لك صغيرا كان أو كبيرا بالنوايا الإيجابية.
– انتبه جيدا النوايا دائما إيجابية لأنها من عالم الأمر و لا تتغير إلى أن تصل إلى العالم المادي. اكتب لي إن كنت مهتما بمعرفة المزيد
القسم الثاني من الحديث: "وإنَّما لكل امرئ ما نوى".
المختصر المفيد لمعاني هذه الجزئية هو اليقين بأنك سترى تحقق نيتك، و هنا يفشل معظمنا. فإن نظرت مِن حولك ستجد أن لغالب الناس نوايا لأهداف كثيرة لكنها لم تتحقق حتى الآن! لماذا؟
الحقيقة أن هناك أسبابا عدة لكنني سأكتفي بالكتابة عن سبب واحد رئيسي وهو: غياب اليقين. الشك، الشك في النفس؛ في القدرات؛ في الهدف نفسه؛ و الأسوأ الشك في الله…
حينما تقرأ “وإنما لكل امرئ ما نوى” فلا يختلف اثنان أن هذه الجملة هي تأكيد وإقرار صريح أن نيتك الخاصة بعمل معين هي محققة كيفما كانت و كيفما كان العمل، و هنا يقع البعض في الفخ.
نعود لمثال الدراسة. أنت تريد أن تدرس بنية النجاح و تظل طوال العام تفكر في عدم رغبتك بالسقوط و تركز انتباهك على أنه لا مكان للفشل في عامك الدراسي هذا. وفي كل امتحان تقول أنا لن أسقط فيصبح الخوف من الفشل هاجسك، و تفاجأ في نهاية الفصل أنك فشلت. لماذا؟ مع أنك اجتهدت و درست!
السبب المباشر أن تركيزك الكامل كان على عكس نيتك و ليس على نيتك الأصلية.
تركيزك كان على عدم الفشل بدل أن يكون تركيزك على النجاح.
و قس على ذلك كل جوانب حياتك…
السبب في عدم تحقق النوايا:
التركيز على عكس النية.الشك في تحقق النية.النية بذرة تزرع في اللحظة التي تطلقها فيها لتنمو بالسعي و اليقين
إذا لم تنوي على شيء فأنت ضمن نوايا الآخرين
لماذا يُستحسن أن تربط أي رغبة وهدف لك بنوايا جيدة و جميلة.؟
يندرج ذلك مع حسن الظن بالله .والتفاؤل بعطائه .وهي قوة الجذب العظيمة لكل ماهو جميل وايجابي بالحياة
– انتبه جيدا في كل الأحداث التي تقع لنا جانبا ايجابيا و آخر سلبيا وأنت لك القرار في أن تختار الجانب الذي تريد عيشه –
واختم هذا المقال بكلمتين تلخصان كل شيء: النية والقلب:
لتكن النية الإيجابية هي أصل كل عمل لك. أبدع في إطلاق النوايا، فالإجابات التي ستستقبلها لا محدودة و احذر أن تستخف بهذا الأمر،
لأنك ستدخل ضمن نوايا الآخرين.
– انتبه جيدا من المهم أن تؤمن أنك لست أنت من يحقق هذه النية وإنما أنت عليك فقط إطلاقها. وتكون صادقاً بها
وعن مدى عمق هذا الحديث الشريف ومدى أهمية النية .أشعر كم أن الله مطلع على أفئدتنا وعليم بخبايا النفس البشرية .وكم هو مهم مكنون القلب ومايفكر به الانسان وربما النية والقلب هما كلمتان .ولكنهما تلخصان كل الحياة وكل الانسان بكل جوانبه بحياته وآخرته
تعليقات
إرسال تعليق