تتحول أحياناً بين يدي إلى أوتار تعزف أجمل الألحان.وأحياناً تتحول إلى زهور تفوح بأجمل العطور .وأحياناً وبشكلٍ عجيب تتحول إلى غيمة كبيرة تحملني وتطوف بي أرجاء الكون .وتارةً تتحول إلى ريشةٍ سحرية أرسم بها أجمل اللوحات .وهي الصديقة الوفية التي أبوح لها بحزني وأعتصر كل آلامي وأصبها بها .وتسمعني دون كلل أو ملل و تتقبل ذلك بكل رحابة صدر .وعند فرحي تشاركني به وأسمع تصفيقها وزغاريدها بشكلٍ غريب .هي دائماً تفرح معي فرحاً حقيقياً دون غاية أو مصلحة ..وهي تستجيب لكل مايمليه علي خيالي دون تذمر او اعتراض فتسافر معي إلى مالانهاية دون وضع اي حدود أو حواجز ....حروفي الغالية هي الصديقة المخلصة والوفية والمحبة والتي لا تتغير ولاتتبدل على طول الايام والزمان ....
كيف تسمو بروحك إلى العلياء لكي تسمو بروحك للعلياء عليك أن تعلم أين تجد نفسك .... أجد نفسي في مواطن بسيطة وكثيرة ، لكنها شبيهة بي ، فيها شيء مني ومن روحي .. أجدها عندما أسير تحت المطر وأستنشق رائحة التراب التي هي عندي أجمل من عطور الدنيا ، وهذا المطر يغسل روحي ويسمو بها ويسقي عروقي كما يسقي عروق الأرض ... أجدها عندما أتأمل بذوغ الفجر وعناق خيوط الشمس مع خيوط الظلام حتى تتلاشى وتذوب به... أجدها عندما أصغي بالليل للنجوم وهي تحاكي هموم البشر ..... أجدها عندما أستمع لعزف النسيم وهو يداعب أوراق الشجر ويمتزج بصوت تغريد الطيور في أعظم سيمفونية تعزفها الطبيعة بألحان ربانية ... أجدها عندما اتلمس الجمال اللامتناهي في جميع خلق الله وآياته الكونية ... مروري بمحاذاة شجرة مورقة مخضرة يغريني جداً ، يستهويني جمالها و وقوفها في شموخ واعتداد ، فأستمد منها كل القوة وأغدو أكثر صلابة واتزان .. جدد عزيمتك لتظل شامخاً .. كذلك تستهويني لفتة شاب يافع وهو يأخذ بيد عجوز ثم يفسح له المكان ليجلس أو يحمل عنه أغراضه ، ويظل يرقبه مستلذاً طعم الفضيلة .. كم نحن بحاجتها . أجدها في المكان الذي ألف...
فعلا مفيش أوفى من كلماتنا وحروفنا ، نخبى بداخلها أغلى وأندر مكنونات القلب والروح التى يصعب استيعابها ويستحيل الاحساس بها من قبل عابرين الحياة .. تحياتى
ردحذف