التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل يؤثر الطقس وتغير الفصول على جسم الانسان ونفسيته؟

 

هل يؤثر الطقس وتغير الفصول على جسم الانسان ونفسيته؟

خلق الله الفصول الأربعة حتى نعرف قيمة كل منها ونشعر بجماله وفائدته رغم اختلافهم

فمن لم يعش الشتاء لايعرف قيمة الربيع

وهكذا كل المتناقضات في هذا الكون

فلولا وجود الشر ماعرفنا الخير

فالشر في الخير والخير في الشر

فلا وجود لشيء مطلق وثابت في هذه الحياة

فالحياة تتدرج بنا في كل وقائعها ومبدأ الوسط الثابت هو من وحي أذهاننا فقط ..


الطقس والفصول الأربعة والتغير المستمر بالمناخ والحرارة موضوع طالما شغلني من ناحية مدى تأثيره على جسم الانسان وسلوكه ونشاطه ونفسيته ومزاجه ، فأردت البحث والتعمق فيه ، لأقدم للقارئ والمهتم أدق النتائج .

دائماً كان لدي قناعة بأن الانسان ليس مجرد جسد ، بل هو جزء من الطبيعة ومنظومتها ، وهو يتأثر بشكل مباشر بكل مايحدث من تغير الفصول واختلاف درجات الحرارة .

ولكن كيف ذلك ؟؟ 

روي عن علي -رضي الله عنه- قال: اجتنبوا البرد في أوله، واستقبلوه في آخره، فإنه يفعل بكم كما يفعل بأوراق الشجر 

وهذا يدل على مدى تأثر أجسامنا بتغير الفصول .

تأثير تغير الطقس و الفصول على أجسامنا:

تشير نتائج الباحثون أنه بناءً على الفصل الذي نعيشه تقوم مناطق مختلفة في دماغنا بالعمل بجد من أجل المحافظة على وظائف دماغنا المعرفية والإدراكية..

كما أن دماغنا ووظائفه تتغير مع تغير الفصول والمواسم وهذا يعود لتغير مستويات السعرات الحرارية التي نتناولها..

وأيضاً تأثير العوامل الخارجية على أجسامنا كالشمس والطقس والحرارة.. يوضح العلماء من خلال أبحاثهم ودراستهم دليل على وجود ساعة موسمية داخلية لدينا.. لا بد أن هذه الساعة تطورت لدى أجدادنا الأوائل لتساعدهم على التأقلم والتناغم مع العوامل الخارجية المتغيرة والمتبدلة..

يضيف الباحثون المشرفون على هذه الدراسة “عاش أجدادنا متصلين بأمنا الأرض موصولين بفصولها معتمدين على مواسمها كحال جميع أصدقائنا الحيوانات والنباتات لهذا ليس غريباً أن يتأثر دماغنا وتتغير أفكارنا مع تغير الفصول وتحولها.. ”


  كما تُشير مُعظم الدراسات الحديثة إلى أن التقلبات النفسية التي يمر بها الإنسان من فترة إلى أُخرى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفصول الأربعة وما يُصاحبها من تقلُباتٍ جوية، فنسمات الربيع المُعتدلة لها بالغ الأثر في إضفاء وبث الطمأنينة والراحة بالنفس، أما فصليّ الخريف والشتاء ففيهما الهدوء والسكون الذي قد يقود إلى الإكتئاب، وهذا يعتبر من أبرز سمات تأثير الفصول الأربعة على الإنسان، فكيف يكون ذلك؟ 


الصيف: 

رغم حرارة الأجواء إلا أنه يُعتبر من أفضل فصول السنه على الإطلاق بالنسبة لصحة الإنسان، حيثُ تُشير الدراسات إلى أن التعرض المباشر لأشعة الشمس يلعب دوراً هاماً في تنظيم معظم العمليات الحيوية في جسم الإنسان، فيبعث فيه النشاط والقوة والحماسة.


في الخريف:

بداية الخريف يخف سطوع أشعة الشمس التي تعتبر من الأمور الباعثة للأمل في النفس، وبالتالي يشعر الشخص بالقليل من الكآبة وتقلب المزاج؛ حيث يتلاشى اللون الأخضر وتتجرَّد الأشجار من حلتها فتبدو هرمةً كئيبةً وهذا يؤثّر على نفسية الأفراد بنسب متفاوتة حسب طبيعة كل منهم واستعداده للتغيرات، إلى جانب انسحاب بعض فصائل من الحيوانات والحشرات إلى مستعمراتها استعداداً للبيات الشتوي ما يعطي البيئة جو من الفراغ والخلو، فيشعر الفرد وكأنها خلت من الحياة، ولكن سرعان ما يتلاشى هذا الشعور عندما يأتي فصل الشتاء وانهمار المطر الذي يروي الأرض والشجر والبشر.

في بداية فصل الخريف يحذر من النوم تحت النجوم وكذلك الجلوس فترةً طويلةً بالهواء الطلق؛ لأنه يؤثر على طاقة الإنسان بحيث يسبب خللًا بالتوازن الداخلي للهرمونات ما يؤثر على مزاج الإنسان وعدم الشعور بالراحة، إلى جانب كثرة الأمراض في هذا الفصل بسبب تأثير هواء الخريف السلبي على الجهاز المناعي للجسم ما ينتج عنه تساقط للشعر بشكل أكبر من باقي الفصول مترافق بالشعور بالتعب والكسل والوهن في الجسم إلى جانب أن البعض قد يشكو من زيادة بعض الآلام المزمنة في جسده، مثل: آلام المفاصل والصداع وتعب في الكبد والمرارة.

وهناك بعض المقولات والاعتقادات التي تقول بأن النوم تحت النجوم في فصل الخريف يُدخل طاقة جذب سفلية تسمّى الصفير وهي مشتقة من اللون الأصفر الذي يشير إلى التعب والإرهاق، وما تسببه من آثار مضرة للجسم.


في فصل الشتاء:

يعتقد البعض أن فصل الشتاء هو فصل الأمراض ونزلات البرد، ولكنه ليس صحيحًا، حيث تبدأ مناعة جسم الإنسان بالضَّعف والتضاؤل في فصل الخريف وتظهر تأثيراتها في فصل الشتاء، حيث يبدأ انهمار المطر وتساقط الثلوج اللذان يساعدان على قتل الكثير من الميكروبات والجراثيم المضرة بصحة الإنسان، ففصل الخريف هو ما يضعف جسم الإنسان وفصل الشتاء هو من يعيد إنعاشه، ففي فصول الشتاء التي يقل فيها المطر ويشح الثلج نرى استشراء تفشّي الأمراض، حيث يعتبر فصل الشتاء بطبيعته الماطرة من أهم العلاجات المقويّة للبيئة وصحة البشر، فيبدأ الحجر والشجر والبشر بالتزود بالطاقة الإيجابية استعدادًا لبدء فصل الربيع 


في فصل الربيع:

حيث تنشط الدورة الدموية ويزيد تدفق الدم المحمل بالأكسجين والهواء إلى خلايا الجسم، وكذلك تستعيد الأشجار حلتها الخضراء، وتدب الحياة من جديد وتبدأ جميع المخلوقات التي انسحبت بفصل الخريف إلى تزيين الحياة والخروج والمشاركة بدورة الحياة.

ويعتبرأفضل الفصول لنفسية ومزاجية الإنسان، بثوبه الأخضر وأزهاره المُتفتحة وهوائه العليل، فهو يبعث بالراحة في النفس ويُضفي شعوراً بالإسترخاء.


كل هذه الدراسات تؤكد لنا أننا وأمنا الأرض كلٌ واحدٌ كاملٌ متكامل.. لا انفصال ولا انفصام بيننا..

تعليقات

  1. فى البداية حابب أشكرك على طرحك الراقى ، وحسن البلاغه فى التعبير الجيد ، ووجهة النظر الثاقبه فى كل موضوع تتفضلى به
    فأنا أتفق معك بان لكل شخص فصل يفضله عن فصول السنة الاخرى .. فنجد واحد يستمتع بالصيف ويشعر بفرح كبير تبعثه أشعة الشمس القوية ، وآخر يشعر بالراحة والاجواء الرومانسية مع بداية الشتاء والمطر ، وهنالك من يميل للربيع موسم تفتح الازهار وانتشار الخضرة ، وجمال الطبيعة ، لتسيطر أجواء الاسترخاء والهدوء على من يعشق الخريف
    غير أنه ومع بدء فصل الخريف ، يتأثر مزاج الكثيرين وتقل نشاطاتهم واستمتاعهم بالاشياء ، على عكس ما كانوا عليه بفصل الصيف
    وهنا اصادقك القول سيدة رغدة بأن الفصول الأربعة لها تأثير كبير على حياة ونفسية الإنسان، وعلى سبيل المثال .. فصلا الخريف والشتاء يسميان “فصلي الحزن” ورغم وجود من يحبهما إلا أنهما ينشران طابعا من الحزن والاكتئاب على نفسية الإنسان ، وذلك نتيجة لطول ساعات الليل وقصر ساعات النهار ، إضافة إلى التقلبات الجوية الحادة القادمة كالعواصف المطرية التي قد تقيد حركة الناس تحديدا في الشتاء
    أما فصل الصيف ورغم حرارته المرتفعة إلا أنه يعتبر أفضل فصول السنة على الإطلاق بالنسبة لصحة الإنسان حيث أن التعرض المباشر لأشعة الشمس يلعب دورا مهما في تنظيم معظم العمليات الحيوية في جسم الإنسان، فيبعث فيه النشاط والقوة والحماسة، ما يؤثر على طاقة الانسان بإيجابية وحب للحياة.
    أما أكثر الفصول التي تبعث الهدوء والحب وتلعب أكثر إيجابية على نفسية الإنسان فهو فصل الربيع بلونه الأخضر وأزهاره المتفتحة ويضفي شعورا بالاسترخاء
    وهنا أؤكد .. بأن كل شخص محب لفصل من الفصول الأربعة هذا يعني أن أثر الفصل المحبب له يكون فصلا إبداعيا ويبعث بالطمأنينة والراحة النفسية ، فحين يحب فصل الشتاء يشعر بصوت المطر وبالاسترخاء أو الإبداع، كما أن الأجواء الباردة تبدد الضجر لديه ... الموضوع شيق جدا ولو أطلقنا العنان لأقلامنا لجفت المحابر دون ان نعطى الموضوع حقه أو أعطائك حقك على جميل ماتتفضلى به علينا سيده رغدة ، فلكى كل التحيه

    ردحذف
    الردود
    1. كل التحية والتقدير والاحترام والشكر لمشاركتك الراقية .. دام حضورك

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تسمو بروحك إلى العلياء

كيف تسمو بروحك إلى العلياء لكي تسمو بروحك للعلياء عليك أن تعلم أين تجد نفسك .... أجد نفسي في مواطن بسيطة وكثيرة ، لكنها شبيهة بي ، فيها شيء مني ومن روحي ..  أجدها عندما أسير تحت المطر وأستنشق رائحة التراب التي هي عندي أجمل من عطور الدنيا ، وهذا المطر يغسل روحي ويسمو بها ويسقي عروقي كما يسقي عروق الأرض ... أجدها عندما أتأمل بذوغ الفجر وعناق خيوط الشمس مع خيوط الظلام حتى تتلاشى وتذوب به... أجدها عندما أصغي بالليل للنجوم وهي تحاكي هموم البشر ..... أجدها عندما أستمع لعزف النسيم وهو يداعب أوراق الشجر ويمتزج بصوت تغريد الطيور في أعظم سيمفونية تعزفها الطبيعة بألحان ربانية ... أجدها عندما اتلمس الجمال اللامتناهي في جميع خلق الله وآياته الكونية ... مروري بمحاذاة شجرة مورقة مخضرة يغريني جداً ، يستهويني جمالها و وقوفها في شموخ واعتداد ، فأستمد منها كل القوة وأغدو أكثر صلابة واتزان .. جدد عزيمتك لتظل شامخاً ..    كذلك تستهويني لفتة شاب يافع وهو يأخذ بيد عجوز ثم يفسح له المكان ليجلس أو يحمل عنه أغراضه ، ويظل يرقبه مستلذاً طعم الفضيلة .. كم نحن بحاجتها .  أجدها في المكان الذي ألف...

هل نحن بخير؟

 السؤال الدائم والأساسي في حياتنا: كيف حالك ؟ هل أنت بخير ؟ هذا السؤال نسأله كثيراً لغيرنا و يسألنا كل من يرانا نفس السؤال ، وربما نسأله لأنفسنا مراراً وتكراراً هل نحن بخير ؟ و تكون الإجابة دائماً مختصرة ..الحمدلله أنا بخير ، ونمضي  ولكن البعض لا تعجبه الإجابة ، هو يريد تفصيلاً أعمق عن حالك ، ربما لم يقتنع أنك فعلاً بخير ، وعندها سوف يتفنن بتغيير نمط السؤال ليحصل منك على تفاصيل تشرح له حالك الحقيقي الذي إجابتك المختصرة لم تقنع من خلالها السائل .  ما السبب وراء الإصرار على معرفة كيف حالك ..ولماذا البعض لايقتنعون أنك بخير ويريدون معرفة المزيد ؟ السبب : أن البعض ممن نحبهم ويحبوننا يمنعه شيءٌ ما داخله أن يطمئن كل الاطمئنان لتلك الإجابة القصيرة المباشرة " نعم أنا بخير " ، شيءٌ ما خفيٌّ داخله يحدثه أن محدّثه ليس على ما يرام ، ربما المجيب يكون بخيرٍ جزئيّ يرضاه ، لكنه لا يُرضي طموح السائل ، فيلحُّ بالسؤال كثيرا ، ويُبدع في تغيير نمط إلقاء الأسئلة مستخدما كل الحيل المتاحة حتى يطمئن تماما إلى حال من يسأله . الأرواح و المشاعر لا تعرف القيود ، وبالرغم من تطور الانسان بكل المجالات و ...

أسرار طاقة الجذب : رسم حياتنا من طريقة تفكيرنا

أسرار طاقة الجذب : رسم حياتنا من طريقة تفكيرنا : كل انسان منا يرغب بالنجاح والتميز والسعادة والغنى والمال والمنصب ويحلم بأشياء كثيرة في حياته ، وبنفس الوقت يخاف من المجهول ومن مصائب الدهر ومماتخفيه له الأيام..  والسؤال هنا : هل يجب إطلاق العنان لأفكارنا ونجعلها تسيطر علينا ، أم حتى أفكارنا وإحساسنا يجب السيطرة عليها ووضعها ضمن دائرة محكمة لنتولى قيادتها . في الحقيقة أن هذا الموضوع مهم جداً وهو الأمر الذي يرسم لنا حياتنا بالكامل ، فنحن دائماً نتاج أفكارنا وأحلامنا .. وهذا بالظبط مايسمى بقانون الجذب الذي كثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة ، ولأهمية هذا الموضوع أردت التبحر فيه وبتفاصيله من المنظور العام ومن المنظور الإسلامي . تعريف قانون الجذب: قانون الجذب هو واحد من أسرار الحياة التي يدركها عددٌ قليلٌ جداً من الناس، ويمكن القول أنّ قانون الجذب يُعبّر عن عمل الإنسان كمغناطيس يجذب كل ما يريد ويفكّر به نحوه؛ حيثُ يسترسل في أفكاره وعواطفه ليجذب ما يفكر به، والجدير بالذكر أنّه من السهل على الفرد أن يترك أفكاره وعواطفه دون رقابة؛ إلّا أنّ ذلك من شأنه أن يولّد الكثير من الأفكار الخاطئة والمشا...