الذكاء الروحي وتأثيره في مختلف مجالات حياتنا
صفة الذكاء صفة عظيمة إذا امتلكها الإنسان وربما هي من أعظم الصفات التي تميز بين إنسان وآخر ، وعلى أساسها تبنى حياته ومن خلالها يخط طريقه ويبدع في حياته ويرقى إلى مستويات عالية تميزه عن غيره .
أنواع الذكاء:
للذكاء أنواع كثيرة ، منها الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي والذكاء العلمي والذكاء الموسيقي وغيرها.
ولكن أردت في مقالي هذا الحديث عن نوع مهم جداً من الذكاء وهو الذكاء الروحي.
تعريف الذكاء الروحي:
ما هو الذكاء الروحي؟
عرف "وجلس ورث" الذكاء الروحي على أنه: القدرة على التصرف بحكمة ورحمة مع الحفاظ على السلام الداخلي والخارجي للفرد بغض النظر عن الظروف.
أما "أرمن ودراير" فقال عن تعريف الذكاء الروحي: هو القدرة على تطبيق واستخدام القدرات والخصائص الروحية التي تزيد من فعاليتنا في الحياة ورفاهيتنا النفسية.
أما "ناسل" فعرفه: هو الذكاء الذي يشير إلى قدرات الفرد وإمكانياته الروحية التي تجعله أكثر ثقة وإحساساً بمعنى الحياة، وتجعله قادراً على مواجهة المشكلات الحياتية والوجودية والروحية وإيجاد الحلول المناسبة لها.
مكونات الذكاء الروحي
الوعي بالذات: معرفة الذات هي من أهم العوامل لاكتساب الذكاء الروحي وتكون من خلال معرفة معتقداتي، وموقعي من الوجود، ودوافعي العميقة.
إدراك أن العالم المادي جزء من حقيقة أكبر، تربطنا بها علاقات.
القدرة على طرح الأسئلة المعرفية النهائية، والقدرة على فهم الإجابة عليها، مثل حقيقة الروح.
القدرة على التسامي على المفاهيم المادية، إلى مستوى أرقى وأسمى وأعمق.
الحياة تبعاً للمبادئ والعقائد والمثل.
أخذ المفاهيم الروحية في الاعتبار في تعاملاتنا اليومية.
امتلاك قناعة شخصية تجاه الأمور، وإن اختلفت مع الأغلبية.
التواضع، وإدراك حجمنا الحقيقي في العالم، والشعور بأننا أفراد من هذا المجتمع .
قبول الآخر المختلف عنا.
الاستجابة لنداء الفطرة لمساعدة الآخرين.
التحلي بمكارم الأخلاق والاستقامة، والتمسك بالعفة والطهر.
يجب أن نشعر بأن سعادتنا تنبت من داخلنا وأعماقنا، وليس من الإنجاز العملي أو المادي.
البصيرة وقوة الحدس.
مهارات الذكاء الروحي
يتكون الذكاء الروحي من عدة سمات أو قدرات توجد بدرجة متفاوتة من شخص لآخر، وتسمى مهارات الذكاء الروحي، وهي:
القدرة على التفوق والسمو.
القدرة على الدخول في حالات روحانية عميقة من التفكير كالتأمل والخشوع.
القدرة على توظيف الموارد والإمكانيات الروحية في حل المشكلات الحياتية.
القدرة على استثمار الأنشطة والأحداث والعلاقات اليومية مع الآخرين والإحساس بالتوقير وإجلال الحياة والناس.
القدرة على المشاركة بالسلوك العفيف الفاضل ويتجلى في العطاء والتسامح والتعبير عن الامتنان، والتعبير عن العطف والتواضع.
علامات الذكاء الروحي
ما هي صفات الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء الروحي؟
المرونة، وتشير إلى مرونة الشخص الذاتية وقدرته على النظر للعالم على أنه مكان واقعي متنوع ومختلف. وتختص المرونة أيضًا بقدرة الفرد على الاندماج والفهم والتكيف طبقًا للتطورات والمستجدات.
الوعي الذاتي، حيث يجب إعداد الأشخاص للنظر داخليًا لمعرفة من يكونوا في الواقع.
القدرة على المواجهة والتعلم من خبرات الفشل والأشياء التي يخافون منها.
القدرة على النظر إلى الروابط بين الأشياء المختلفة والتفكير الجماعي.
القدرة على العمل وأن يكون كما يسميه علماء النفس (مستقل المجال).
الذكاء الروحي والطفل
كيف نربي الطفل على الذكاء الروحي؟ كيف نجعله قريباً من الحياة والواقع؟ كيف ننمي بصيرته ومداركه؟
تربية الطفل من خلال الذكاء الروحي تستلزم أن يعي من يقوم على تربيته بمهارة الذكاء الروحي وأن تكون أرواحهم قريبة من ذواتهم، ويمتلكون القدرة على فهم الحياة من خلال الذكاء الروحي.
وهناك عدة أمور علينا أن نعيها لتربية الطفل على الذكاء الروحي ومنها:
أن نحترم الوقت الخاص بالطفل، فإفساح حرية خاصة بوقته أول خطوات تنمية الذكاء الروحي للطفل.
توفير وقت اللعب.
أن يمتلك المربي صفات العطاء والصبر والحكمة والقدرة على مسامحة نفسه على أخطاء الماضي بامتلاء روحه بالذكاء.
أن يتمتع المربي بالصفات الحسنة ليتمثلها أمام الطفل، فعلًا وقولًا.
طرق تنمية الذكاء الروحي
"عندما لا تعرف ماذا تفعل يبدأ عملك الحقيقي، وعندما لا تعرف أي طريق تسلك تبدأ رحلتك الحقيقية."الدكتور إبراهيم الفقي
أهم الطرق لتنمية الذكاء الروحي:
البحث عن الذات أول خطوات تنمية الذكاء الروحي لدى الإنسان وتتجلى بقراءة الكتب ومشاهدة الأفلام والبرامج الهادفة.
ألا نجعل لأخطاء الماضي متسعاً، سوى أن نتعلم من العثرات، وأنها تجارب تزيدنا قوة وبصيرة.
مراقبة أفكارنا وجعلها إيجابية لتأثيرها الكبيرعلى قراراتنا ورؤيتنا للحاضر، والمستقبل الذي هو حصاد حاضرنا.
تخصيص وقت للتأمل والتفكر بالطبيعة والكون، ذلك سيزيد من ترابط روحك بهذا العالم بمعرفته، فيخفف عنك الكثير من الثقل.
الابتسامة من الروح.
"عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك، عش بالإيمان، عش بالأمل، عش بالحب، عش بالكفاح، وقدّر قيمة الحياة" الدكتور إبراهيم الفقي
وبالخلاصة :
نجد أن الذكاء الروحي لا يقل أهمية عن الذكاء العلمي وباقي أنواع الذكاء الذي يتميز به الإنسان، وربما الذكاء الروحي يفوق كل أنواع الذكاء الأخرى لأنه يتعلق بحياة الإنسان ككل وعلاقته بالآخرين وبذاته والكون والعالم الذي وجد به وعلاقته بربه ودينه ومعتقده وهي التي تضعه على سكة الإبداع بعمله وإبراز مواهبه ، وتنظم علاقته بالآخرين .وكم من آيات قرآنية دعت للتفكر والتأمل للوصول إلى حالة عالية من الروحانية التي تقود إلى الذكاء الروحي وإلى الحكمة ، فالذكاء الروحي هو الذي يقودنا إلى الحكمة التي قال الله تعالى عنها ٠( ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً )
تعليقات
إرسال تعليق