ثلاثية تصنع الإنسان : الصداقة بين العقل والجسد والروح :
السؤال الجدلي الدائم : ماهو الإنسان ؟
هناك عدة رؤى وآراء لتعريف الإنسان على مدى العصور ومقارنته بباقي الحيوانات منها رؤى فلسفية ومنها دينية ومنها علمية وغيرها الكثير ....
ولكن المهم من كل هذه الآراء أنها تصب في بوتقة واحدة ، باعتبار أن الإنسان كائن مميز بعقله وفكره وحتى غرائزه التي جعلته أرقى المخلوقات وأكرمها ..
فالإنسان هو الذي أعطى للطبيعة والكون حوله الجمال والبريق بحسه وفكره
فالذي يميز الإنسان عن باقي المخلوقات أنه يعيش بماضيه ويأخذ منه العبر ويختزنه بذاكرته ، ويعيش الحاضر ، ويعيش المستقبل بكل تفاصيله بخياله اللامحدود ، وهذه القدرة غير موجودة إلا لدى الإنسان ...
وحتى باقي المشاعر كالخوف مثلاً ..فهو يخاف من تكرار الماضي السيء ، او من المستقبل المجهول ، أما حس الخوف عند الحيوانات فهو الخوف فقط على نفسها بالوقت الراهن ..
والإنسان يعيش مشاعر الحب بطريقة مختلفة عن الحيوانات التي تحب بدافع الغريزة ، أما هو فيحب بطريقة أشبه للحالة الصوفية ، بانتقاء شخص واحد دون غيره ..
والإنسان يحس بالجمال ويتفكر بما حوله ، وهذه الصفة لا تمتلكها باقي المخلوقات ...وهناك الكثير من الفوارق التي يتميز بها الإنسان وتميزه عن غيره ...
فميزة الإنسان انه يتكون من ثلاثة عناصر تجعله يرقى لإنسانيته وتميزه عن باقي المخلوقات ، وهذه العناصر هي :
الجسد والعقل والروح :
ولكن للأسف فإن معظم الناس يعيش على مستوى الجسد ، إطعام الجسد ، لباس الجسد ، إعطاء الأشياء للجسد . لم يقرأ معظم الناس كتاباَ جيداً – أعني كتاباً ممكن أن يتعلموا منه شيئاً – خلال سنوات . لكن يمكنهم إخبارك بجدول التليفزيون بأكمله للأسبوع . وهذا شيء محزن للغاية .
الحقيقة هي أن معظم الناس لا يريدون التفكير . فهم ينتخبون القادة ، يدعمون الحكومات ، يتبنون الأديان التي لا تتطلب تفكيراً مستقلاً . ( اجعلها سهلة بالنسبة لي ، وأخبرني فقط ما عليّ فعله .)
معظم الناس يريدون ذلك . أين أجلس ؟ متى أقف ؟ كيف ألقي التحية ؟ متى أدفع ؟ ماذا تتمنى مني أن أفعل ؟ ماهي القواعد ؟ أين حدودي ؟ قل لـــي ، أخبرني ، أخبرني ، وسأفعل ذلك – هل من أحد ليخبرني ؟ ثم يشعرون بالإشمئزاز وخيبة الأمـــــــــــــل . لقد اتبعوا القواعد ، وفعلوا كل ما قيل لهم ، وماهي المحصلة ؟ متى ساءت الأمور ؟ ولماذا إنهار كل شيء ؟
لقد انهار في اللحظة التي تركت فيها عقلك – أعظم أداة إبداعية كانت لديك على الإطلاق.
حان الوقت لتكوين صداقة مع عقلك مرة أخرى . كن له رفيقــــاً ، فلقد شعر بالوحدة . كن له مغذياً ، فلقد كان جائعاّ جداّ .
لقد فهم البعض من الناس – قلة قليلة – أن لديه جسداً وعقلاً . لقد تعاملوا مع عقولهم جيداً . ومع ذلك ، حتى من بين هؤلاء الذين يحترمون العقل – وأمور العقل – القليلون هم من تعلموا استخدامه في أكثر من عُشر قدرته .
إذا علمت قدرات عقلك ، فلن تتوقف أبداً عن الاستفادة من عجائبه وقواه .
إذا كنت تعتقد أن عدد الذين يوازنون بين حاجات الجسد والعقل قليلاً ، فإن عدد أولئك الذين يرون أنفسهم كائنات مكونة من ثلاثة أجزاء – جسد وعقل وروح – قليل جداً .
وبعد ، فأنت كائن مكون من ثلاثة أجزاء . أنت أكثر من جسدك – وأكثر من عقلك .
هل تُغذّي روحك ؟ هل لاحظتها حتى ؟ هل تشفيها أم تؤذيها ؟ هل تكبر أم تذبل ؟ هل تتوسع أم تضيق ؟ هل تشعر روحك بالوحدة مثل عقلك ؟ أم أنها أكثر تجاهلاً حتى ؟
متى كانت آخر مرة شعرت فيها أن روحك تُعبّر عن نفسها ؟ متى كانت آخر مرة بكيت فيها من المرح ؟ كتبت شعراً ؟ صنعت موسيقى ؟ رقصت تحت المطر ؟ خبزت فطيرة ؟ رسمت أي شيء ؟ أصلحت شيئاً كان مكسوراً ؟ قبّلت طفلاً ؟ داعبت قطة ؟ صعدت أعلى التل ؟ سبحت عارياً ؟ تمشيت عند شروق الشمس ؟ لعبت الهارمونيكا ؟ تحدثت حتى طلوع الفجر ؟ مارست الحب لساعات على الشاطيء ، أو في الغابة ؟ ناجيت الطبيعة – بحثت عن الله ؟
متى كانت آخر مرة جلست فيها مع "السكون" بمفردك ، مسافراَ إلى أعمق جزء من كيانك ؟ متى كانت آخر مرة قلت فيها لروحك – مرحباً ؟
عندما تعيش كمخلوق ذو وجه واحد – كجسد – تصبح غارقاً في أمور الجسد ؛ المال والجنس والقوة والممتلكات ، التحفيز والرضا الجسدي ، الحماية ، والشهرة ، والمكاسب المادية .
عندما تعيش كمخلوق ثنائي الأوجه – كجسد وعقل – فأنت توسع من اهتماماتك لتشمل مسائل العقل ؛ كالرفقة ، والإبداع ، وتحفيز الأفكار الجديدة ، وانشاء أهداف جديدة ، وتحقيق ننميه ذاتية .
عندما تعيش ككائن ثلاثى الأوجه – كجسد وعقل وروح – فأنت في النهاية تتوازن مع نفسك ، لتشمل اهتمامات مسائل الروح ؛ كالهوية الروحية ، والغرض من الحياة ، وعلاقتك مع الله ، وطريق التطور والنمو الروحي ، والمصير النهائي .
وعندما تتطور إلى حالات أعلى وأعلى من الوعي ، فأنت تدرك تماماً كل جانب من جوانب كيانك .
ومع ذلك ، فإن التطور لا يعني التخلي عن بعض جوانب الذات لصالح الجوانب الأخرى . إنه يعني ببساطة توسيع التركيز ، والإبتعاد عن الإنغماس الحصري في جانب واحد ، إنه يعني الحب والتقدير لجميع الجوانب .
لا يوفى كلمات مقالك كلمات سيدة رغدة ، فالانسان هو الظرف الحاسم والعامل المهم فى الحياة ، حينما تسد كل الأبواب أمامه يظل هناك باب مفتوح فى داخله .. هو الباب المفتوح على الرحمة الإلهية ، وحينما يصرخ من اليأس فذلك لأنه أغلق بيده هذا الباب أيضا وأعطى ظهره لربه وخالقه، وقد نرى أكثر الناس بؤسا هو .. الإنسان المؤجل الذي يقضي حياته كلها تسويفا وتأخيرا.. يغترب فيؤجل حياته وذاته حتى يعود ، يحب فيؤجل سعيه حتى يذهب من يحب ، يذنب فيقول غدا أتوب ، قد تدنو منه أسباب العلم والتعلم فيقول غدا سأتعلم .. ويظل في هذا التأجيل حتى يتآكل فيه كل شيء إلا زفرة متحسرة .. وهنا قد يجد الإنسان نفسه في بعض الأحيان حبيس ظرف طارئ لايستطيع أن يلعب فيه أي دور فاعل ومهم في حياته ، أي مستسلما لقدره ولا يبقى له سوى خيار واحد إذا أراد الا وهو التصحيح ، لانه لا يخطط لأي شيء ويترك الأمور تسعى بمفردها إلى حيث تشاء ولا يتدخل إلا في الحالات التي يوجب فيها تصحيح لمسارها إن اعوج أو التوازن إن اختل لان طريقة معالجته لتلك الحالات الطارئة هي التي تحدد جودة وكفاءة ونجاح تلك الأمور ، ويعطيها قيمتها ووزنها وقدرها في الحياة فيجعل من قدره طريق للعبور إلى نجاحه .. ولذا ، فعليه أن يحاول دائما أن يصل إلى حالة من التناغم والانسجام الداخلى ما بين ما يفكر فيه من أهداف وأحلام وأمنيات أو حتى اتخاذ قرارات مصيرية ، وما بين الواقع المر وتحدياته وانكساراته بثبات وثقة ، ولن يتأتى ذلك إلا بإدراك الكفاءة العقلية والهبات والإمكانات والقدرات الهائلة والكامنة بداخله بتطويرها بحيث تحاكى الواقع مما يحدث التوازن الذى يؤهله لما يسعى إليه ويبعده عن فوضى التفكير الذى يسبب لك الكثير من الارتباك والتشتت الذهنى وبيقينه بما يؤمن به وسوف يجده خير معين له دون الانحصار والانغماس فى جانب واحد .. موضوع مهم جدا جدا يا كاتبتنا العظيمه
ردحذف