كيف تسمو بروحك إلى العلياء لكي تسمو بروحك للعلياء عليك أن تعلم أين تجد نفسك .... أجد نفسي في مواطن بسيطة وكثيرة ، لكنها شبيهة بي ، فيها شيء مني ومن روحي .. أجدها عندما أسير تحت المطر وأستنشق رائحة التراب التي هي عندي أجمل من عطور الدنيا ، وهذا المطر يغسل روحي ويسمو بها ويسقي عروقي كما يسقي عروق الأرض ... أجدها عندما أتأمل بذوغ الفجر وعناق خيوط الشمس مع خيوط الظلام حتى تتلاشى وتذوب به... أجدها عندما أصغي بالليل للنجوم وهي تحاكي هموم البشر ..... أجدها عندما أستمع لعزف النسيم وهو يداعب أوراق الشجر ويمتزج بصوت تغريد الطيور في أعظم سيمفونية تعزفها الطبيعة بألحان ربانية ... أجدها عندما اتلمس الجمال اللامتناهي في جميع خلق الله وآياته الكونية ... مروري بمحاذاة شجرة مورقة مخضرة يغريني جداً ، يستهويني جمالها و وقوفها في شموخ واعتداد ، فأستمد منها كل القوة وأغدو أكثر صلابة واتزان .. جدد عزيمتك لتظل شامخاً .. كذلك تستهويني لفتة شاب يافع وهو يأخذ بيد عجوز ثم يفسح له المكان ليجلس أو يحمل عنه أغراضه ، ويظل يرقبه مستلذاً طعم الفضيلة .. كم نحن بحاجتها . أجدها في المكان الذي ألف...
بين دفتي هذا الكتاب وضعت أهم القواعد والدعامات التي تحملك وترقى بك لإنسانيتك .... وتساعدك على اكتشاف ذاتك والتنقيب عن كنوزك الدفينة التي اودعها الله بك وفهمها وتطويرها واستخدامها بالشكل الأمثل ... وربما من أهم وأعظم ما يجب أن يسعى إليه الإنسان .علمه بنفسه أولاً وبذاته والهدف من وجوده وخصائصه الإنسانية وفطرته التي جُبل عليها ، فعندما يدرك ذاته ووجوده ينطلق للحياة التي وهبه الله أياها ويعيشها بالشكل الأمثل وينهل من باقي العلوم ... فالإنسان هو منطلق الحياة وغاية الحياة وهو أهم مافي الحياة... في هذا الكتاب رحلة البحث عن ذاتك ....لكي تكون إنسان .... الذي جعلني أبادر في نسج هذا الكتاب ...واقعنا المر الذي نعيش فيه .. فنحن نعيش في زمن اختلفت فيه معايير الإنسانية ، نرى العنف والوحشية والظلم في كل مكان ، وأصبح جلّ أمنياتنا أن نحيا بإنسانيتنا التي فطرنا الله عليها ، ونبحث عن هوية الإنسان الحقيقي ، ذلك الإنسان الذي جعله الله خليفة في الأرض ، الإنسان الطاهر النقي قبل أن تلوثه الماديات واختلاف الثقافات، وكل الوحشية التي نشاهدها اليوم . أردت من كتابي هذا أن أعيد البوصلة إلى اتجاهها ا...