التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

لكي تكون إنسان

بين دفتي هذا الكتاب وضعت أهم القواعد والدعامات التي تحملك وترقى بك لإنسانيتك .... وتساعدك على اكتشاف ذاتك والتنقيب عن كنوزك الدفينة التي اودعها الله بك وفهمها وتطويرها واستخدامها بالشكل الأمثل ... وربما من أهم وأعظم ما يجب أن يسعى إليه الإنسان .علمه بنفسه أولاً وبذاته والهدف من وجوده وخصائصه الإنسانية وفطرته التي جُبل عليها ، فعندما يدرك ذاته ووجوده ينطلق للحياة التي وهبه الله أياها ويعيشها بالشكل الأمثل وينهل من باقي العلوم ... فالإنسان هو منطلق الحياة وغاية الحياة  وهو أهم مافي الحياة...  في هذا الكتاب رحلة البحث عن ذاتك ....لكي تكون إنسان .... الذي جعلني أبادر في نسج هذا الكتاب ...واقعنا المر الذي نعيش فيه .. فنحن نعيش في زمن اختلفت فيه معايير الإنسانية ، نرى العنف والوحشية والظلم في كل مكان ، وأصبح جلّ أمنياتنا أن نحيا بإنسانيتنا التي فطرنا الله عليها ، ونبحث عن هوية الإنسان الحقيقي ، ذلك الإنسان الذي جعله الله خليفة في الأرض ، الإنسان الطاهر النقي قبل أن تلوثه الماديات واختلاف الثقافات، وكل الوحشية التي نشاهدها اليوم .  أردت من كتابي هذا أن أعيد البوصلة إلى اتجاهها ا...

لحظات برفقة القمر .. لعبة الوقت والزمن

لحظات برفقة القمر .. لعبة الوقت والزمن  هذا المساء كان مساءً صيفياً جميلاً صافياً ومميزاً وهادئاً.... كنت أشعر فيه بالحر فجلست قرب النافذة وشعرت بنسمات باردة وعليلة انعشت روحي وأطفأت شعور الحر الذي كنت أضيق به ... وكان القمر المكتمل والمستدير يطل علي من بين الأبنية الشاهقة المحيطة بنا والتي أكلت ثلاث ارباع السماء .. للحظات بقيت أتأمله وأستمتع بتلك النسمات التي تتسرب هاربة باتجاهي وتلتطم بوجنتي وتداعب شعري وكأنها تهرب من ضجيج الخارج وتحتمي بهدوء أفكاري التي ازدادت هدوءاً بعد أن تلاشى شعوري بالحر رويداً رويداً ... ولكن بعد لحظات توارى القمر خلف البناء المجاور ، وغاب عن ناظري ، وكأنه ألقى عليّ تحية المساء وغادر ليتابع مسيرته في أماكن أخرى ويطل على باقي النوافذ والشرفات ، ويقرأ أفكار كل من يتأمله ، ويصغي إلى أحاديث وحكايا نسجتها أشعة الشمس في النهار .. لاأدري لماذا عندما كنت اتأمله كنت أظن أنه ثابت في مكانه ، وأن حديثي معه سيطول حتى الصباح ، ولكنه كان ضيفاً خفيفاً وسارع بالذهاب وترك في ذهني أسئلة كثيرة لانهاية لها ..  ذهاب القمر بهذه السرعة جعلني أشعر بتغير الأشياء وتغير موقعها وع...
  ثلاثية تصنع الإنسان : الصداقة بين العقل والجسد والروح :  السؤال الجدلي الدائم : ماهو الإنسان ؟ هناك عدة رؤى وآراء لتعريف الإنسان على مدى العصور ومقارنته بباقي الحيوانات منها رؤى فلسفية ومنها دينية ومنها علمية وغيرها الكثير .... ولكن المهم من كل هذه الآراء أنها تصب في بوتقة واحدة ، باعتبار أن الإنسان كائن مميز بعقله وفكره وحتى غرائزه التي جعلته أرقى المخلوقات وأكرمها .. فالإنسان هو الذي أعطى للطبيعة والكون حوله الجمال والبريق بحسه وفكره  فالذي يميز الإنسان عن باقي المخلوقات أنه يعيش بماضيه ويأخذ منه العبر ويختزنه بذاكرته ، ويعيش الحاضر ، ويعيش المستقبل بكل تفاصيله بخياله اللامحدود ، وهذه القدرة غير موجودة إلا لدى الإنسان ... وحتى باقي المشاعر كالخوف مثلاً ..فهو يخاف من تكرار الماضي السيء ، او من المستقبل المجهول ، أما حس الخوف عند الحيوانات فهو الخوف فقط على نفسها بالوقت الراهن .. والإنسان يعيش مشاعر الحب بطريقة مختلفة عن الحيوانات التي تحب بدافع الغريزة ، أما هو فيحب بطريقة أشبه للحالة الصوفية ، بانتقاء شخص واحد دون غيره .. والإنسان يحس بالجمال ويتفكر بما حوله ، وهذه ا...

ماهي الحياة؟ سؤال وجواب ..فلسفة الوقت والزمن

ماهي الحياة؟ سؤال وجواب ..فلسفة الوقت والزمن :  أسأل نفسي دائماً ماهي الحياة ؟ وهل نحن أحياء بكل الأوقات . أم إن الأوقات تموت إذا لم ننفخ فيها من حياتنا .وربما الماضي ليس ببعيد إن أردناه حياً .والحاضر قد نميته رغم أننا جزء منه و هو صناعتنا في هذه اللحظة .. وأرى أغلب الناس يعيشون المستقبل أكثر من الحاضر بأحلامهم الوردية تارة وبخوفهم وتشاؤمهم تارة أخرى وينسون الحاضر ويتحسرون عليه عندما يصبح ماضياً ..وهكذا تمضي الحياة بين التحسر والأمل وفقدان اللحظة .فما نسميه حياة خلطة تكونت بطريقة غريبة وغامضة من تمازج الأزمنة والأمكنة في عقلنا وقلبنا وأرواحنا وحواسنا . هل نحن على قيد الحياة ؟ وهل مقياس الحياة فقط أننا نتنفس ونأكل ونشرب ويمر علينا الليل والنهار والفصول الأربعة وهذا بدوره يعني مرور الزمن ومايرافقه من أحداث يومية ، من حب وكره وسعادة وألم ، وتمني وخوف من المجهول ومختلف المشاعر التي نعيشها بشكل دائم .. أم أن الكثير ممن يعيشون على الكرة الأرضية ولكنهم بحكم الأموات ، فماذا تعني الحياة لمن لا يملك هدفاً يسعى إليه ، وماذا تعني الحياة للجاهل دون علم ينتفع به وينفع به غيره ،  وماذا تعني ...

الأعياد و المناسبات : مفهوم العيد في حياتنا وأبعاده الإنسانية

الأعياد و المناسبات : مفهوم العيد في حياتنا وأبعاده الإنسانية : تمر خلال العام الكثير من المناسبات والأعياد ، منها أعياد دينية ، كعيد الفطر والأضحى وذكرى المولد النبوي ، ومنها مناسبات وأعياد اجتماعية كثرت بالفترة الأخيرة كعيد الأم والعمال والمعلم وعيد الحب وعيد المرأة و غيرها ... ومنها أعياد وطنية بحسب الدولة وأحداثها السياسية ، كعيد الاستقلال مثلاً .. وكل عيد ومناسبة سواء كانت دينية او اجتماعية أو وطنية ترتبط بسبب ولذلك جعل لها يوماً معيناً خلال أيام العام .. وهناك مناسبات شخصية نحتفل بها مع أسرتنا وأقاربنا ومعارفنا ، كذكرى عيد ميلاد الشخص او ذكرى زواجه . وقبل أن أخوض في التفاصيل لابد أن أوضح معنى كلمة عيد لنفهم أبعاد هذه الكلمة دينياً واجتماعياً وأبعادها الفلسفية العميقة. العيد: كل يوم فيه جمع، واشتق من (عاد) (يعود) كأنهم عادوا إليه، وجمعه أعياد. وقيل: اشتق من العادة لأنهم اعتادوه. قال الأزهري: والعيد عند العرب الوقت الذي يعود والأعياد عرفت منذ العصور القديمة وبمختلف الحضارات ، وأكثر هذه الأعياد كان يرتبط بالطبيعة ، مثل عيد الحصاد ، وقدوم الربيع ، وغيرها  وعندما جاء الإسلام شرع ع...

الذكاء الروحي وتأثيره في مختلف مجالات حياتنا

الذكاء الروحي وتأثيره في مختلف مجالات حياتنا   صفة الذكاء صفة عظيمة إذا امتلكها الإنسان وربما هي من أعظم الصفات التي تميز بين إنسان وآخر ، وعلى أساسها تبنى حياته ومن خلالها يخط طريقه ويبدع في حياته ويرقى إلى مستويات عالية تميزه عن غيره .  أنواع الذكاء: للذكاء أنواع كثيرة ، منها الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي والذكاء العلمي والذكاء الموسيقي وغيرها.  ولكن أردت في مقالي هذا الحديث عن نوع مهم جداً من الذكاء وهو الذكاء الروحي.  تعريف الذكاء الروحي: ما هو الذكاء الروحي؟  عرف "وجلس ورث" الذكاء الروحي على أنه: القدرة على التصرف بحكمة ورحمة مع الحفاظ على السلام الداخلي والخارجي للفرد بغض النظر عن الظروف.  أما "أرمن ودراير" فقال عن تعريف الذكاء الروحي: هو القدرة على تطبيق واستخدام القدرات والخصائص الروحية التي تزيد من فعاليتنا في الحياة ورفاهيتنا النفسية.  أما "ناسل" فعرفه: هو الذكاء الذي يشير إلى قدرات الفرد وإمكانياته الروحية التي تجعله أكثر ثقة وإحساساً بمعنى الحياة، وتجعله قادراً على مواجهة المشكلات الحياتية والوجودية والروحية وإيجاد الحلول المناسبة لها....

مدرسة رمضان : شهر رمضان شهر التزود بالطاقة :

  مدرسة رمضان : شهر رمضان شهر التزود بالطاقة : عندما نتأمل في فكرة الصوم وهذا الشهر المبارك الذي يزورنا كل عام ، ندرك من حكمته عز وجل في جعله شهراً هو تاج كل الشهور...شهراً ترتاح فيه النفوس وتسمو به الأرواح بعد مرور عام كامل .نكون وبحق بحاجة للخروج من روتين يومي ممل ، و لأجواء رحمانية مميزة . نغسل بها أرواحنا من كل طاقة سلبية ونجدد إيماننا و نزداد قرباً من الله ، وأراه بحق هدية عظيمة من الله لنا ، هدية لمن أدرك معناه ، واستغل أيامه وكافة لحظاته ليتزود بخير الزاد بما يعينه على مواصلة باقي شهور العام . فشهر رمضان يشبه محطة الوقود التي يزود بها السائق مركبته ليكمل طريقه دون نفاذ ..وهو بذلك محطتنا لنتزود بالطاقة اللازمة لإكمال مشوار حياتنا ونحن بكامل عافيتنا الإيمانية وطاقتنا الروحانية التي توشك على النفاذ قبيل قدوم شهر الخير .. رمضان شهر القرآن الكريم : والغريب أننا نشعر بحلاوة قراءة القرآن في هذا الشهر بشكل أقوى وأعمق من باقي أيام العام ، ربما لأن هذا الشهر العظيم قد نال شرف نزول القرآن به  قال تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَ...